يحتفل العالم فى السابع والعشرين من شهر سبتمبر كل عام بيوم السياحة العالمى، والذى يقام هذا العام 2025 تحت شعار #السياحة_والتحول_المستدام ، ليبرز دور السياحة فى إحداث تغييرات إيجابية على المستويات كافة، حيث لا يقتصر دور القطاع على النمو الاقتصادى فحسب، بل يتطلب أيضا اعتماد نهج متكامل يضع الاستدامة والعدالة الاجتماعية والمرونة فى تصميم عمليات التخطيط واتخاذ القرار فى هذا المجال الحيوى.
تعتبر السياحة ظاهرة عامة بين البشر يمارسها الأفراد وبعيشها بأساليب متعددة ومتنوعة، وتتخذ صورا من السلوكات المركبة واللفظية أثناء القيام بجولة سياحية. وقد حظيت السياحة باهتمام كبير من الأوساط الدولية والإقليمية والعالمية لما لها من تأثير على بنية المجتمع، وتطوره لتأثيرها على اقتصاد الدولة وأفرادها خصوصا.
أول تعريف محدد للسياحة يعود للعالم الألماني جوبير فرويلر Guyer Freuler (1905) بوصفها ظاهرة عصرية تنبثق من الحاجة المتزايدة للحصول على الراحة والاستجمام وتغيير الجو والإحساس بجمال الطبيعة وتذوقها والشعور بالبهجة والمتعة بالإقامة في مناطق لها طبيعتها الخاصة، وهي ثمرة تقدم وسائل النقل، .ويعرف العالم الاقتصادي النمساوي شوليرن شرا تنهوس (1910) السياحة بأنها ” الاصطلاح الذي يطلق على أي عمليات خصوصا العمليات الاقتصادية التي تتعلق بوجود وإقامة وانتشار الأجانب داخل وخارج منطقة معينة أو أية بلدة ترتبط بهم ارتباطا مباشرا ” .
كما جاء في تعريف المنظمة العالمية للسياحة أنها مجموعة من النشاطات التي يقوم بها الأفراد خلال السفر والانتقال إلى الأماكن خارج محيطهم المعتاد بغرض الراحة أو لأغراض أخرى” كما أن السياحة ذات قيمة ايجابية لها تأثير واضح على الآخرين لما تضيفه من فائدة للفرد فتترك فيه الأمن النفسي والراحة، وهما عنصران يعجلان على زيادة كفاءة الفرد خاصة والمجتمع عامة. . السياحة هي نشاط اجتماعي وثقافي يتضمن سفر الأفراد إلى أماكن مختلفة بعيدا عن أماكن إقامتهم المعتادة بغرض الترفيه أو الاستجمام أو التعلم وتعرف السياحة بأنها تجربة تشمل زيارة المعالم السياحية استكشاف الثقافات المختلفة، والتفاعل مع المجتمع المحلي.
ومن الجوانب التي لا يمكن إغفالها هو تأثير السياحة والترفيه على الصحة النفسية والجسدية، حيث توفر هذه الأنشطة بيئة تخفف من التوتر والقلق، وتحسن من الحالة المزاجية للأفراد الأنشطة الترفيهية مثل الرياضة والمشي في الطبيعة، والتفاعل مع البيئة الحضرية قد تقلل من مستويات الإجهاد، وتحسن من نوعية الحياة بشكل عام حيث تمثل المدن بيئات معقدة، حيث يعاني الكثير من سكانها من قلة المساحات الخضراء وارتفاع مستويات التلوث.
وفي هذا السياق توفر السياحة والترفيه فرصة للابتعاد عن ضغوط الحياة الحضرية، حيث يمكن للأفراد الاستمتاع بالأماكن الطبيعية أو الفعاليات الثقافية التي تعزز من شعورهم بالراحة وعلاوة على ذلك فإن الأنشطة السياحية والترفيهية التي تعتمد على الثقافة والتراث المحلي يمكن أن تعزز من الهوية الثقافية للمجتمع.
كما تلعب السياحة دورا مهما في تعزيز الوعي الثقافي، حيث توفر فرصة للأفراد من مختلف الثقافات للتفاعل والتبادل المعرفي. وهذه التفاعلات تساعد في بناء مجتمع متنوع ثقافياً، مما يعزز من فهم واحترام الثقافات الأخرى. وعليه، فإن السياحة يمكن أن تصبح أداة لتعزيز التفاهم بين مختلف الفئات الاجتماعية والعرقية في المجتمع. كما تحتاج المجتمعات الحضرية إلى استراتيجيات واضحة من قبل الحكومات لتحفيز النشاط السياحي والترفيهي. ويتطلب ذلك توفير السياسات التي تدعم تطوير البنية التحتية اللازمة، مثل تحسين وسائل النقل العامة، وتطوير المرافق السياحية، وتنظيم الفعاليات الترفيهية التي تستهدف جميع شرائح المجتمع.
فالحكومات يمكن أن تلعب دورا حاسما في تشجيع الأنشطة التي تساهم في تحسين جودة الحياة، مثل استثمار الموارد الطبيعية والثقافية في السياحة المستدامة ومع تزايد عدد السكان في المدن سيكون من المهم استكشاف كيفية استخدام السياحة والترفيه كأدوات للتخطيط العمراني المستدام.
تعتبر هذه الأنشطة من العناصر الأساسية التي تساهم في تعزيز رفاهية الأفراد من خلال توفير بيئات مريحة تساعد على الترفيه والاستجمام تسعى الدراسة إلى تحليل العلاقة بين السياحة والترفيه وبين جودة الحياة في المدن وكيف يمكن لهذه الأنشطة أن تؤثر بشكل إيجابي على الصحة النفسية والجسدية، وكذلك على العلاقات الاجتماعية من الضروري تسليط الضوء على دور السياحة والترفيه كعوامل رئيسية في تعزيز جودة الحياة في المجتمعات الحضرية في ظل النمو المتسارع والتوسع العمراني، قد يصبح المواطنون في المدن أكثر عرضة لضغوط الحياة اليومية، مما يؤثر على مستويات رفاهيتهم العامة.
يعتمد قطاع السياحة على موارد متنوعة متجددة تزداد قيمتها مع مرور الزمن، وهو ذو طابع إنساني يتداخل فيه إنتاج الخدمات السياحية مع مختلف الجوانب الثقافية والاجتماعية والبيئية والصحية. لذا فإن القطاع السياحة تأثير كبير على كافة القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والصحية حيث تتم الاستفادة منه مباشرة. وينعكس هذا التأثير على الهيكل الاقتصادي للبلاد والتكوين الاجتماعي والبيئي والصحي للفرد. وللسياحة بشكل عام آثار مباشرة وغير مباشرة سواء على الاقتصاد الوطني للبلد أو على الجانب الإنساني للفرد.

